آخر الأحداث والمستجدات
هل يغير الحراك الحقوقي بمدينة سبع عيون واقعا عمر سنوات
تعرف مدينة سبع عيون منذ أشهر صحوة حقوقية انبرت للدفاع عن حقوق السكان، وكشف تجاوزات الإداريين والمنتخبين بالمدينة، وهو ما خلق جوا من النقاش الجاد، بعدما تسرب اليأس لسكان المدينة، وأنزلوا الرايات البيضاء أمام صمود المفسدين، وتوالي النكسات الانتخابية التي تعرف مظاهر لا تشرف سكان المدينة.
مدينة سبع عيون، الحاضرة الجديدة الصغيرة، بموقعها المتميز ومؤهلاتها الطبيعية الجيدة، تحاول نفض الغبار، والتحرر من قيود الفساد قبل أن تصيب الجسد بكامله، قد تجد ضالتها في الحراك الحقوقي الذي اقتحم المسكوت عنه، واصطف إلى جانب السكان المتضررين من سياسات الإقصاء والتهميش، التي طالت الفقسر والمعطل والمعاق وكل شرائح المدينة، وهو ما أسفر عن تنظيم ثلاث وقفات احتجاجية قالت "لا للتهميش" في وجه مجلس بلدية المدينة، وفي وجه سلطاتها المحلية، خصوصا حينما تحركت آلياتها لهدم بيوت عشوائية بطريقة انتقائية، فلم تأت إلا على بيوت الفقراء غير المحظوظين، في تواطؤ مكشوف أكد وجود يد الباشا الذي غادر المدينة منذ أسابيع وخليفته الذي يدبر كل شيء بالنهار لتتناسل المنازل ليلا، لكن النتيجة كانت أن قامت سلطات العمالة يالتضحية بالصغار، فأوقفت مقدمين اثنين، وقامت بتنقيل تقني ظل يغتني طيلة سنوات من جيوب المساكين، لكن خليفة الباشا ظل في مكانه، واكتفت زبانيته بنشر إشاعة تنقيله لتهدئة الأجواء إلى حين مرور العاصفة.
وقفات السكان الاحتجاجية التي اختلطت حرارتها بحناجر المظلومين، عرفت إحداها تضامنا مع أسرة كانت تطالب بالاستفادة من 14 هكتارا فلاحية بتعاونية "العلوية" بعد وفاة رب الأسرة، غير أن اللوبيات وسلطة العلاقات المشبوهة واستغلال النفوذ منحت الأرض لرئيس المجلس البلدي المستشار البرلماني، الذي لم يكتفي بكل الثروات التي راكمها، فأبى إلا أن يضايق أسرة محتاجة، وتتوفر على أسبقية استغلال تلك الأرض الفلاحية، فانتزعها انتزاعا بتواطؤ مكشوف مع جهات أرادت شراء العلاقات مقابل السطو على حقوق الغير.
ساكنة مدينة سبع عيون، التي تبدو هادئة، تعاني ما تعانيه في صمت، إلا أنها خرجت أخيرا لتعبر عن حقها في الواد الحار، وفي التطبيب، وفي الاستفادة من المال العام عبر المشاريع التنموية الحقيقية، فبد وفاة طفل في ربيعه الثاني غرقا في مجرى مكشوف للواد الحار، تسبب فيه المجلس البلدي، توالى الضغط على المنتخبين لتحمل مسؤولياتهم في ما يقع، خصوصا وأن السكان حذروهم من خطورة تلك المجاري، وقد سمع أعضاء المجلس البلدي شعارات التنديد والاتهام الصريح، علهم يعتبروا لو كانت لهم آذان يسمعون بها.
غير أن الأمر لا يقف عند هذا الحد، بل ظهر مؤخرا الشباب "الفايسبوكي" لمدينة سبع عيون، وصار ينشر غسيل المنتخبين ورجال السلطة، وشرع في فضحهم والكشف عن المستور الذي بدأت رائحته تزكم الأنوف، وهو ما تعامل معه بعضهم باللامبالاة، بينما فضل البعض الآخر الدخول في نقاش سرعان ما غادروه بعدما شعروا بأن الشباب الذي كانوا يضنونه نائما صار وسط المعادلة، بل عنصرا قادرا على قلب قانون اللعبة.
هي إذن معطيات جديدة قد تقلب الطاولة على كل من شملته لائحة "المغضوب عليهم" بل قد تربك حسابات من ظلوا يراهنون على المال الحرام لربح المقاعد في كل مناسبة انتخابية دون أن يحققوا للمدينة أي إنجاز تفتخر به. والأكيد أن الخناق بدأ يضيق عليهم، خصوصا بعدما صار رئيس المجلس البلدي يهدد باللجوء للقضاء، بل شرع في تنفيذ تهديده في حق حقوقيين اثنين بتهمة عرقلة حرث "الأرض المنهوبة" وما ذلك إلا دليل على ضيق الصدر، وعلى أن ساعة الحسم قد اقتربت ، خصوصا في ظل غليان حقوقي لا يقبل المساومات.
ولنا عودة للموضوع.
الكاتب : | حميد سرحان |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2013-01-12 16:19:48 |